في أمسية أدبية عامرة جمعت ثلة من أعلام مدينة الحلة الفيحاء ، عقدت في (سِيف) الحاج محمود حسّان مرجان عصر يوم الجمعة المصادف 11/ 5/ 1990 م ، حضرها كلّ من العلامة الشهيد محمد آل حيدر والعلامة يوسف كركوش والشاعر صبري عبد الرزاق السعيد والسيد محمد علي المرعب والأستاذ جعفر الكوّاز والشاعر فرهود المعروف والشاعر هادي جبارة الحلي رحمهم الله جميعا ، إضافة الى الشاعر السيد محمد علي النجّار والأستاذ محمود مرجان ومنذر مرجان والأستاذ خليل كريمي أطال الله في أعمارهم 0
كان موضوع الأمسية قصيدة الشيخ الشهيد محمد حيدر ( عد يا هزار) التي نظمها آنذاك وطرحها للمساجلة قائلا (( بعد الدورة الدينية في شهر رمضان المبارك وما استنزفنا فيه من جهود ومحاضرات دينية من على منبر مسجد ابن النما ، حاولنا أن نستعيد دورنا الجديد في الجانب الأدبي ، لذلك نظمت هذه القصيدة )) 0 ساجل الشيخ عدد من شعراء الحلة حيث ألقى الشيخ ، رحمه الله ، قصيدته في تلك الأمسية وألقى عدد من الشعراء الحاضرين قصائدهم فكانت تلك الأمسية واحدة من أماسي شعراء الحلة التي سجلها تاريخ المدينة العامرة بأدبائها وشعرائها 0
يقول الشيخ محمد حيدر في قصيدته :-
عد يا هزار إلى الغصون الهيف والمم شوارد قلبي الملهوف
ما فرقتنا الحادثات وانــــــما شرعت مسالكنا يد التصنيف
هذا كتاب الدهر في أجزائه ما لوّثته عوامل التحــريف
كل بمعناه يعيش مؤبــــــــدا ومخلدا لولا جفاف حروف
أفق الحياة وما سينجم بعدها منا لنا زاه بكل طـــــريف
ولنا من الفكر المجنح في الضحى شهب السما لا دانيات قطوف
ومنها يقول :
عد يا هزار إلى الغصون الهيف وإلى صفوف تلتقي بصفوف
وإلى الربوع العامرات بأهلها من كل غطريف وكل ظريف
غنيت إذ تحيى طبيعة عالم حرّ وفي لغة بغير حروف
إلى أن يقول :-
نزهت آمالي وبكر خواطري وحضنت معتقدي ولست بصوف
ومشيت لا عجلا وقلبي واثق في كل درب للحياة مخوف
وإذا نسيت فلست أنسى عفة رويّت ظامئها بكل نزيف
حتى مضى الشيخ محمد حيدر محتضنا معتقده واثقا من دربه الذي اختاره وهو درب آل بيت الرسول ( ع) حتى أتاه اليقين 0
وبمناسبة ذكرى استشهاده وذكرى القائه لهذه القصيدة الجميلة كتبت هذه الأبيات وقد نشرتها في صحيفة الفيحاء الحلية العدد (66) الصادر بتاريخ 14 / 6/ 2005 :-
قد كنت ينبوعا لنا في حلة هي جنة من دانيات قطوف
عاد الهزار إلى الربوع فلم يجد يا شيخنا تلك الغصون الهيف
ذهبت نظارتها وعيث بحسنها وغدت من الأطلال في التعريف
قد فرقتنا الحادثات وأهلها فتن تـبـنـتــها يـد التصنيــف
قد فرقتنا الحادثات وأوشكت تغتال من متكلــم غطـريف
عصفت بجمع الدين تقصد محوه لتنال كل مهذب وشريـــف
وتقصدت علماءنا ساداتنا تبغي الفساد لعيشنا المألوف
قتلوك ظلما يا إمام صلاتنا قتلوا ربيع حياتنا المكشوف
ما عدت أرغب بالهزار وحلتي عاث الطغاة بحبها الموصوف
السلام عليك سماحة الشيخ وأنت في عليين مع من أحببت واتبعت وكما قال أئمتنا الأطهار ( من أحب عمل قوم حشر معهم) ، ونشهد أننا أحببناك بكل ما عرفناه عنك من علم وأدب وفضيلة وتواضع وإخلاص ، فالسلام عليك ورحمة الله وبركاته 0